Page 44 - web
P. 44
ضيف العدد
ما أبرز التحديات الأمنية التي تواجه وزارة الداخلية الجزائرية في
الوقت الراهن وإمكانية مواجهتها من خلال تعزيز العمل ك ّّل ال ّّسبل المطلوبة للتعامل معه ودرء مخاطره على الصعيدين
الوطني والدولي.
ظروفًًا العربية منطقتنا وخصوصًًا العالم العربي المشترك؟
في الواقع ،يشهد كما أذكر في هذا السياق بقرار السيد رئيس الجمهورية السيد
استثنائيًًة ،تستدعي منا اليقظة التامة والوعي العميق بتحدياتها عبد المجيد تبون ،الرامي إلى استحداث منظومة وطنية لحماية
أنظمة المعلومات ،بموجب المرسوم الرئاسي الصادر بتاريخ 20يناير
ورهاناتها ،حيث تواجه تهديدات أمنية متعددة الأبعاد ،سمح لنا
،2020والتي تعتبر أداة الدولة في هذا المجال.
هذا الحوار بالتطرق إلى أهمها. وتشمل هذه المنظومة مجلس�ا وطني�ا لأمن الأنظمة
المعلوماتية ،ووكالة لأمن الأنظمة المعلوماتية ،كما تعكف
ولا شك أن أهمية مختلف الرهانات ،تجعل من الصعب أمام أي الجزائر حالي�ا على بلورة الإستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة
المعلوماتية ،بالتنسيق مع مختلف هيئات الدولة المعنية.
ودعمًًا لهذه الجهود بادر السيد رئيس الجمهورية كذلك بإقرار
إدراج الأمن السيبراني ضمن المنظومة التعليمية ،حيث تم في سنة
،2024افتتاح المدرسة الوطنية العليا للأمن السيبراني ،والتي ستكون
قطبًًا مهّّما يسهم في المجهود الوطني للبحث العلمي ،والتطوير
التكنولوجي في مجال أمن الأنظمة المعلوماتية.
ومن جهته واكب قطاعنا الوزاري كل هذه الجهود من خلال
تأهيل كوادر أمنية ذات كفاءة عالية ،تابعة لفرق متخصصة
للمصلحة المركزية لمكافحة الجرائم السيبرانية تنشط عبر كافة
التراب الوطني ،وتضطلع بمهمة جمع الأدلة الرقمية والقيام
بعمليات استباقية لوقف القرصنة ومختلف الجرائم الرقمية ،مع
الحرص الدائم على التكيف مع كافة التحولات السريعة للفضاء
السيبراني.
كذلك ،تحرص المديرية العامة للأمن الوطني على تعزيز التعاون
مع المنظمات والهيئات العربية والإقليمية والدولية في هذا
المجال ،خاصة الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب من
خلال تبادل الخبرات والمعلومات والمستجدات والسبل الإجرامية
المستحدثة في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية ،بالإضافة إلى
المشاركة في الدورات التكوينية والتدريبية في مجال مواجهة هذا
النوع المستحدث من الجرائم.
وفي هذا الشأن ،تثمن بلادنا المبادرة التي تقدمت بها المملكة
العربية السعودية بشأن استحداث «مجلس وزراء الأمن السيبراني
العرب» ،والذي تم إقراره من المجلس الاقتصادي والاجتماعي
بجامعة الدول العربية ،كما اعتمد قادة الدول العربية نظامه
الأساسي ،وذلك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على
مستوى القمة ( ،)33الذي انعقد في مدينة المنامة بمملكة
البحرين في مايو 2024م .ولقد شاركت بلادنا في أول دورة لهذا
المجلس بتاريخ 24ديسمبر 2024م بالرياض ،وتم التباحث حول
جملة الأولويات والمستجدات التي من شأنها تطوير العمل العربي
المشترك في مجال الأمن السيبراني.
44